من منجزات العامل .. دموع الأطفال والأرامل
إن الغرور هدية الطبيعة لذوي النفوس الضعيفة كما قالت الأديبة الفرنسية " جورج ساند" . ربما كانت هذه الكلمات المتواضعة والمحدودة سر نجاحها كأديبة ساهمت إلى حد بعيد في إشراقة عهد النهضة الأوربية . اقترح عليك ايها العامل أن تقرأ لهذه المرأة لعلك تخرج ، لا أقول بقناعة وإنما ، بتعريف أكيد لتلك الأسباب التي تجعل من أي كان تحمل مسؤولية تدبير الشأن العام إن ترك على هواه تصرف بما يجعل المواطن عرضة لإنفجارات لا تحمد عقباها . أما إن أراد ذاك العامل إصلاح ذات البين وقطاعات واسعة من ساكنة هته المدينة ، ان يراجع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الخاصة بالمعاملات المتجهة صوب تاسيس مجتمع متطور مدرك لواجباته محصن من أي تفاوت قد يسلط عليه . اما الإقتصار على تلك الأفكار الراغبة في النقل السريع والتعامل مع البشر كأنهم بضائع لا فرق بين " الشبعان " فيهم والجائع ما دامت السياسة حداثة بلا حدود وأوامر بلا قانون تحرك وتمد . إن محاولتك أيها العامل ، البدء بمن ضننت النقطة الهشة العديمة القدرة على المواجهة ، ففشل ذريع لإستراتيجتيك المبنية على " إعطي لمو" . الزمن ليس هو الزمن أيها العامل ، والمكان مرصع ــ إن كنت في حاجة لمن يذكرك ــ بالتاريخ الحقيقي لأمجاد هذا البلد ، ذاك المترجم عبر لغات من يحافظون على الدروس . فعار عليك أن تفك ذاك الخيط الرفيع الرابط بين أسر فقيرة وهذا الوطن ، وألف عار عليك ان تمهد لتدمير تآلف أناس شرفاء مع دولتهم المغرب . الأرملة والطفلة ذرتان مهما غلفهما غبار النسيان ، والإستفزاز ، واللامبالات ، والإحتقار ، والتمادي ، والترامي ، والتهميش ، والإبعاد ، وعدم الإكثرات ، والإستغلال ، والإستحواذ ، والإقصاء ، والإزدراء ، تبقيان بهذا المكان الشريف النبتة الطيبة الصابرة مهما كان الجو مكفهرا عبوسا بسبب تعنت من حسبها معكوسة . لن ننشر ما صرحت به الطفلة وامها وجدتها لهذه الجريدة ، بل هي رسالة سنكتبها في منأى عنك لكل مخطط بحق لإخراج هته المدينة من ضائقة حسبناك جئتنا لنفكر معا عن كيفية تنفيذ ما نراه حلولا سهلة الإستيعاب والإستثباب . لكننا الآن وأمام دموع المرأتين والطفلة وقفنا على حقيقة إبتعادك إبتعادا كليا عن الأهداف السامية التي عينت من أجل البديء في تحقبقها . وسنكون بعون الله الحي القيوم أقدر منك ومن رسخت بقاءهم بجانبك على تبليغ صوتنا لمن سيعمل على إزاحة كل المعرقلين من صنف موظفين حسبوا مدينة القصر الكبير جزءا من مزرعة مهداة لهم ليرتاعوا فيها كيفما شاؤوا
مصطفى منيغ