2006/11/11

رسالة مفتوحة إلى عامل إقليم العرائش
بكل دقة .. بدايتك ليست موفقة
سلام عليك
كما تخيلنا وقوعه ، إذ مرجعيتنا عن نفس الخالات ، مضبوطة بعناية المؤرخين المدركين أن غياب الحلول الجذرية يفرز التصرفات اللاطبيعية ، وهكذا نظل في هذه المدينة المنكوبة ، كنت أنت العامل أو سواك يبقك ، أو سيلحق بعد رحيلك ، إن لم يوضع حد لتلك المكانة المشينة الموضوعة فيها مدينة القصر الكبير من طرف أنت أدرى بهم ... ولكن مستواك، في حجم حرصك على مكانتك الوظيفية، لا تتخير غير مسايرتك الواقع بأقل ضرر ممكن. ومعلوم أنك لست نحن ، حينما يتعلق الأمر بدفاعنا عن حقوق أنت مجبر على الاستماع لمضامينها لتتأكد من صدق طرحتا المتحضر لها ، نلتمس شيئا واحدا فقط : أن تكون أنت بإصغائك ، منسقا للمصالح الحكومية ، ونكون نحن جديرين بحمل بطاقة تشهد أننا مغاربة شرفاء أبا عن جد .
لا يمكن ، لا يومه ولا غدا ، أن يتم أي إصلاح تنطلق منه ، والإدارة التي ترأسها مترسخ بين جنباتها من يصطنع لك المواقف لتنطلق عكس ما يؤكد للمظلومين في مجالات شتى انك بالفعل قادر على تحقيق الإجابة المفقودة عن سلسلة من الأسئلة أقلها : هل الدولة معنا ، ونحن في هذا المكان كل المواطنين ، أم مع قلة لا هم لها إلا الاستحواذ اللاشرعي على حقوق الغير وبطرق أبشع من البشاعة في عرف الحداثة المقترحة .
كنا سنترفع ونخاطبك بما يحتم المستقبل شجب ماض لا شيء فيه يدعو إلى الارتياح. لكن زيارتك يومه 11 نوفمبر سنة 2006 لمدينة القصر الكبير ، تحت عنوان أشرفت بحضورك عليه ، مرفوقا بكل بهرجة مكلفة للغاية في هذا الزمن الرديء ، جعلنا وبكل صراحة نرجع من حيث انتهينا في الماضي لنضيف خيبة الأمل . فأي حركة لك نصفق عليها إن كانت مسبقة باستفزازات عهدنا أن وجودك على رأس هذا الإقليم سيشيد سدا منيعا حتى لا تصل عدواها إلينا .
حينما اقتحمت سلطتك المحلية بما فيها ضابط للشرطة وعناصر من القوات المساعدة أحد " الفنادق" لتلحق الضرر المكشوف ببشر كان فيه أو سلع مبتاعة بعرق البؤساء ضحايا عهود الاستبداد المحلي و " السيبة " الممنهجة المسلطة على رقاب المواطنين العزل الذين لا يملكون إلأ الصمت حفاظا على أمن اجتماعي ظنوا به إخلاصا للوطن وليس استغلال ما بعده استغلال من طرف من توهم أن " الزرواطة " هي الحل الأمثل وخاصة إن كانت بين يدي ألعديمي الذكاء .
نحن لا نبخس عمل أي لجنة كلفتها أنت للقضاء على الباعة المتجولين في مدينة القصر الكبير، ولا نقلل من أهميتها ، أو نعترض سبيلها ، أو نرميها بما يعرقل برنامجها . ولكن حينما يصل الأمر إلى ضرب الأبرياء والتنكيل بهم وتجريدهم مما تبقى فيهم من شعور بالكرامة ليطال الأمر الاستيلاء على سلع وضعت في أمكنة مؤدى واجب المحافظة عليها لمالكيها ، والتفوه بجمل من العار أن يتفوه بها مسئول يحمل شارة دولة تعمل جاهدة ليصبح الأخذ بالقانون واقعا ملموسا وليس شعارات تردد في الإعلام الرسمي أثناء مناسبات معينة .
حينما يجيب قائد مقاطعة المواطن الذي ركع ليقبل حذائي رجليه أنه ينفذ حرفيا تعليمات عامل الإقليم ، فالقضية أخطر مما تترك تمر مرور الفلين فوق اللجين . وأن ارتباط زيارتك للمستشفى والتصرف هذا من طرف سلطتك المحلية ــ في مكان ليس ببعيد وتحديدا ب " القشاشين "مساء أمس ــ لا يمكن أن يتحول على ألسنة المتضررين إلا بما يلحق الأمل فيك ليلقي بنفسه إلى مجار بالمياه الحارة .
الجزء الثاني مع التفاصيل المطولة في العدد القادم ، وايضا على موقع الجريدة في الأنطرنيت على العنوان التالي :
http://journalalkasralkaber.blogspot.com

مصطفى منيغ / القصر الكبير / 11/ 2006