2008/01/04

موراتينوس يستقبل بالأحضان في الرباط
بقلم : مصطفى منيغ
ألم أقل لكم أن الاحتجاج الرسمي عن الزيارة التي قام بها ملك اسبانيا خوان كرلوس بموافقة رئيس الحكومة " سباطيروا" إلى المدينتين " سبتة " ومليلية " لم يكن سوى فلكلور يتلاشي (حتى صداه) بمرور الأيام ؟. و إلا كيف الجمع مع موقف يكرس للتعامل بحزم في مسألة غدت شبه موسمية بلا مخطط يضعها محل العناية المركزة إن صح التعبير ، وبلا آليات للمتابعة على ارض الواقع بأسلوب يظهر النتائج أولا بأول للرأي العام المحلي والدولي ، وموقف الصمت الرهيب على ما يتعرض إليه جزء لا يستهان به من الشعب المغربي العظيم وخاصة في باب سبتة ، أو ديوانة سبتة ، إضافة إلى الكيفية التي صدرت أو ستصدر بها 14.000 امرأة لجمع التوت البري قي حقول الجارة الأيبيرية خلال شهور ستة لا غير، أن تكون تلك النسوة غير جميلات ، ومتزوجات إلى آخر الإهانات ، دون ذكر العشرات من القضايا والملفات المطروحة التي يحتاج أقلها أهمية لقاءات ومفاوضات مرطونية . البعض حينما يتعلق المجال بطرح النقاش الجاد حول العلاقة المغربية الإسبانية يعتبرنا أننا نرضي بأطروحاتهم العديمة الفهم أن الشعب المغربي المعني في الدرجة الأولى أدرك أن حكامه في واد وما يطالب به في وادي آخر وهيهات أن يصبا في بحر الاتفاق الكلي ، اسبانيا الرسمية تعرف هذا وتتصرف كما لو كانت لا تعرف ، كجزء من سياستها الإستراتيجية المخطط لها بعناية قصوى ولا فرق بين تطبيقها إن كان الحزب الشعبي هو الحاكم اوالإشتراكي العمالي ، إذ ثمة في النظام الإسباني ما هو ثابت وما هو متحرك ، الثابت متعلق بمواجهة القضايا المصيرية العالقة بين المغرب واسبانيا مدى الحياة " سبتة ومليلية إحداها ، لذا كل الترتيبات مهيأة مسبقا ، لكل حالة وسائل لمعالجة الأسوأ فيها قبل الأقل سوءا، وهكذا .. ما عدا ذلك تلحق المستجدات السطحية بالمتحركات، وفي إطار هذه الأخيرة تدخل زيارة موراتينوس إلى المملكة المغربية اليوم ، ليس كما يريد البعض إيهامنا ان حضور رئيس الديبوماسية الإسبانية مرتبط بمحاولة الحكومته، كمبادرة منها ، إقناع القصر الملكي بالسماح لسفير المغرب الإلتحاق بمقر عمله في مدريد لتصبح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ينظر إليها أنها عادية ، وانما يخفي عنا ذاك البعض، المهم والأهم وأهم الأهم ، هذا إن كان نفسه يفهم ، أما إن خشي أن يكون قد تجاوز بالفهم حدوده فلن نستغرب لأن الديمقراطية في المغرب شيء قديم / جديد من حيث الخصوصيات ،والمراتب والخطوط الحمراء . موراطينوس حينما أخبر الجهات الرسمية عن قيام العاهل الإسباني بزيارة إلى المدينتين سبتة ومليلية ، كان يهدف إلى تحريك ما كان هؤلاء يحاولون إخفاءه كوسيلة من وسائل الضغط لتتجنب اسبانيا الرسمية أي تعاطف- ولو من بعيد- مع الانفصاليين الصحراويين وخاصة مجموعة البوليساريو المقيمة ضيفا ثقيلا على الشقيقة الجزائر لأسباب سأشرحها في المقال المسلسل الذي عنونته ب : قصتي مع الجزائر ، إن شاء الحي القيوم سبحانه وتعالى ، ويجرهم بدهاء لاستكشاف الثمن الذي على المغرب أداؤه لينعم بتأييد مريح من طرف اسبانيا إبان الجولة الثالثة من المفاوضات القائمة بين مجموعة " البوليساريو" وسلطات المملكة المغربية المقرر انعقادها يومي 8 و 9 من الشهر الجاري بنيويورك في الولايات المتحد ة الأمريكية ، اللقاء سيتم بحضور اسبانيا بصفة ملاحظ . خاصة ومجموعة البوليزاريو هذه أصبحت بعد مؤتمرها الثاني عشر الذي كرس بقاء أغلبية المسؤولين على رأسها ، تلوح بالعودة إلى الحرب مع المغرب بعد ستة أشهر إن فشل اللقاء على وضع حل يرضي الطرفين . أعتقد أن المسألة أصبحت واضحة ، فعلى المغرب الآن أن يتحمل وبجدية مثلى واجباته نحو وحدة أرضه جميعها بما يملك من عناصر ميزتها الأولى أنه على حق ، ولولا هذا الحق لما نطقت بما نطقت به محكمة لاهاي بالمملكة الهولندية لتنطلق المسيرة الخضراء محققة النصر بكيفية أذهلت العالم أن الشعب المغربي العظيم شعب يتحدى لأنه قوي مؤمن متشبث بأرضه وأرض أجداده مستعد أن يضحي بأخر فرد فيه لينعم بشرف الذود عن كيانه وعرضه ، وفي مثل المسألة لا تدخل لا " الحداثة " و لا " التنمية البشرية " ولا مجمل الشعارات التي برهن الواقع انها فاشلة شكلا ومضمونا . وللحديث صلة
لنا الطريقة لتظل السنغال لنا نعم الصديقة
بقلم : مصطفى منيغ
ارتكب خطأ، لسنا أمام التعقيدات الدبلوماسية التي تضفي على كلمة " خطأ"سلسلة من التبريرات والعلل، هذا متجاوز عندما يتعلق الأمر بمن اظهر ما مرة أنه يحبنا كما نحبه، ومن غير الشعب السنغالي الصديق نقصد ؟. لا يعني هذا أننا نتجرأ على من أصدر قرار استدعاء السفير( مهما كان مركزه في الحكم ) إلى الرباط بتلك الكيفية التي استدعي بها ، وكأن الحوار ،الشيمة الأكثر حضورا في مثل الحالات، قد استخلص كل شروط الحفاظ على أمل تصحيح ما شاع أنه رسالة غير سارة موجهة إلى المغرب في شأن قضيته المصيرية الأولى . و إنما هي همسة نبيلة موجهة ليعلم أن شخصا سنغاليا ( حتى وإن كان صاحب نفوذ أو ممن يقودون حزبا سياسيا معينا ) لن يؤثر بما يستوجب تعريض العلاقات المثالية بين دولتين صديقتين وشعبين يكنان لبعضهما البعض المحبة والتقدير ، وضرب مصالح المغاربة المقيمين هناك من تجار (وما أكثرهم ) عرض الحائط . وأن هناك أكثر من وسيلة قادرة على الإقناع أولا وأخيرا بأن الشخص الذي صرح بما صرح به داخل اجتماع " مؤتمر " البوليساريو لا يمثل السنغال رسميا وإنما عبر عن رأيه وموقفه ، وما كان في نظري صراحة سوي طائر صغير حلق مع الباطل ليغرد بلحن الباطل فوق شجرة مغربية أصيلة جذورها تمتد من طنجة إلى الكويرة إلى نفرتيتي إلى الرباط إلي كل شبر لمغرب موحد على كلمة واحدة : استرجاع حقه المشروع أينما بقي ضائعا في أي مكان كان . المهم لنا طريقتنا الخاصة كشعب بلغ من الوعي ما يجعله قادرا ليفرق بين مصلحته ومصلحة بعض المراكز النافذة التي إن استمرت آخذة بنفس النهج لن نجد غدا أو بعد غد في القارة السمراء من يقف معنا . (يتبع)