2006/12/08

معركة القشاشين ..بين المنفذين والساخطين

شهدت حارة القشاشين عشية البارحة الخميس ، معركة حامية الوطيس ، بين السلطة المعززة بقواد المقاطعات ، وعناصر من الشرطة يرأسها ضابط ، وعدد من القوات المساعدة المحمولة من جهة ، وبين بائع للفواكه على عربة يدفعها كما يدفعه الزمن الملعون إلى هذا الوضع المزري المميز بالمآسي .. بل المشحون . دس الموز بالأقدام وقذف بالتفاح أرضا لتفريق الزحام ، أما البرتقال فقشوره التصقت ببسيطة شاركت المارة مناظر الحزن والألم . لم تكن المعركة إلا مسخرة أراد بها العامل الجديد أن يكشر على أنيابه الحادة لتغرز في أزقة هذه المدينة التي غضب عليه فيها هذا الجزء المسمى القشاشين . نعتقد أن اللجنة المحترمة المنفذة لأوامر العامل اعتمادا على تصريح قائد بذلك سلكت يومه ما أكد لنا أن حملتها خرجت عن الخط المرسوم لها باعتماد الانتقائية في اختيار العناصر الموجهة لهم مثل هذه الضربات الموجعة الرامية إلى أي شئ ما عدا تطهير الحارات والأزقة من مثل العربات وأصحابها . فما معنى أن يترك العشرات وتتم مطاردة اثنان أو ثلاث في اليوم وبحجم لا ينقصه إلا حضور الباشا نفسه ، هذا الذي كلمته شخصيا حينما زرته بمكتبه لأبلغه ان السلطة المؤتمرة بأمره والناجحة لحد الآن في تنفيذ ما طلب منها خارج محضر مكتوب أنها تساهم وبكيفية مباشرة في نماء تدمر جماهيري واسع ومحاولة إبعاد جزء من هذا المجتمع القصري حتى من وطنيته. الباشا الذي قلت له شخصيا أن الحل موجود ، قد نبدأ أولى أشواطه بجلسة مشتركة بين المعنيين بالأمر وبعض العناصر الطيبة من المجتمع القصري الكريم ، والسلطة المحلية والمجلس البلدي والأمن ، وسيرى الباشا آنذاك أن أمر الحل كان قائما منذ زمان ولكن الأيادي التي تريد أن تظل ممدودة لملء جيوب أصحابها كانت العائق الأقوى لسيطرة إصلاح جدري نستطيع به مجاراة الإقلاع التنموي الحقيقي . فبدل أن يأخذ هذا الكلام مأخذ جد انشغل بملف آخر شخصي وعائلي حرك من أجله السلطات الأمنية على مختلف درجاتها ومستوياتها ، والمستشفى المدني ، وكل ما يستطيع أن يحركه داخل نفوذ ترابه . لقد قلت له بالحرف الواحد أنني في هذه الجريدة لن أخوض في مثل المواضيع ولكن حينما يصل الأمر إلى هذا المستوى أكون مضطرا لتفجير الرمانة ليعلم الجميع بتلك الحبات المتعفنة . أما الشئ الذي لم ينتبه له باشا المدينة أن مجموعة من الحقوقيين الأجانب كانوا موجودين ولجنته المتخصصة تركض خلف بعض العربات المجرورة للأسف الشديد ، فلتقطوا حتى بعض الملاحظات التي لن نفاجأ في يوم من الأيام إن حاربنا بمثل الأشياء هؤلاء الأعداء المتربصين لنا وبقضيتنا الأولى التي أتمنى أن الباشا لازال يتذكرها . فمن العار ونحن نواجه التحديات الكبرى وعلى مستوى علاقاتنا مع دول كبرى للنجاح في خطط يتطلع المغاربة الإنتهاء منها يومه لا غدا . ألم يكن من الأجدر أن نحافظ على سلام اجتماعي داخل هذه المدينة ما دامت أقرب إلى اهتمام البرلمان الأوربي من سواها بحكم ما أثير داخله من نقاش حول موضوع المخدرات . وإن ابتلينا مرة أخرى في هذه المنطقة بعامل لا يدرك عمق المشاكل ، ولا يتوفر على أي احتياطي من برنامج وقائي يغطي الخصاص في بعض المجالات، ولو بنسبة مئوية قليلة ، فعلى الأقل أن يصغى لما نبثه من نصائح غير منطلقة من فراغ وإنما عن معرفة لا أعتقد أنه واصلها . إن العهد الجديد والتهيئ لمواجهة استحقاقات 2007 وإلحاق هذه المسافة بالخط الرابط مابين الفنيدق وطنجة هي نقط يجب على العامل ، إن كان حقا يرغب في الانسجام مع متطلبات المرحلة ، أن يتدارسها اعتمادا على ذكائه أولا ، وعلى ارتباطاته الشخصية بالدوائر العليا ثانيا ، و الإصغاء ثم الإصغاء ثم الإصغاء لبعض القوى المحلية . وأعتقد أننا أمام هذا التعنت ملزمون بجمع توقيعات نناشد نحن أصحابها عاهل البلاد ليتدخل حفظه الله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه . ثم مؤسسات حقوقية أخرى ومنها " حقوق الناس " تضم صوتها إلى كل المظلومين والمنزوع منهم حقهم قهرا ، والمعرضين للضرب والشتم والتنكيل والإهانة لتتخذ موقفا حاسما ستظهر بوادره قريبا . ونعلنها للمرة الألف للعامل أننا لن نسكت مهما كانت الضغوط ومهما كشر حتى عن أظافره . فعن الدفاع عن مدينة القصر الكبير لن نتزحزح قيد أنملة ، ونحن على استعداد لامتطاء أقصى الأهوال وفي أسوء الأحوال حتى ، بفضل الله وقوته وقدرته ورحمته ينصلح الحال ، وحينذاك سيعلم العامل أن رعايا محمد السادس لهم قيمتهم التي أراد تمريغها في وحل حي القشاشين يتبع