2006/12/02

اللهم هذا منكر

صراخ المظلومين يتعالى ، يصف الحالة جهرا وبكلمات الغضب ، وبدموع المقهورين ، وبارتعاش الفاقد حقه في الحياة ، وعيون الصغار السالكين الطريق في اتجاه العودة من المدارس إلى بيوتهم ، تلتقط " كرنفال " الاستفزاز المكشوف ، والملبين نداء ربهم يتقاطرون لأداء صلاة العصر ألسنتهم تردد : اللهم هذا منكر، وآذان حاملي البطاقة الوطنية ، تصلها الكلمات النابية الصادرة عىن المتمادين في بلورة نفوذهم إلى سياط تلسع ظهور النكساء صباح مساء... كان ذاك فضاء ما تم ، يؤرخ به لفترات سيطرة الهم والغم.
قلنا دائما أن اللجنة الموجهة لمحاربة ظاهرة إجتماعية ما ، واجدة أكثر من سبيل لتدخلها إن كان لهذا التدخل معيار يتماشى والمفهوم الجديد للسلطة . نحن لا نلوم القائد ولا ضابط الشرطة فهما ينفذان ــ كما صرح أحدهما ــ تعليمات العامل ، بقدر ما نوجه صدى صراخ المواطنين المهضومة كرامتهم إلى عامل الإقليم الذي كان من المفروض التحقيق بنفسه لمعرفة الكيفية اللاأخلاقية التي يتدخل بها أعوانه في مدينة القصر الكبير تحت غطاء القضاء على العربات المجرورة بواسطة " مغاربة " لا يجدون منفذا لربح قوت يومهم بالحلال إلا بيع الخضر والفواكه ، وأن الإصلاح إن كان العامل يعتمد فيه على التنغيص على هؤلاء الأبرياء الفقراء ، فإنه يرتكب غلطة عمره ، لأن للقصريين خصوصيات أبرزها الدفاع عن الكرامة ، وعليه أن يصغى لنداء الرملة المسؤولة عن ابنة يتيمة الأب وأم مقعدة ، اسمها : فاطمة محمد قشاش ، الموجه إليه مباشرة وهي تقول : على العامل أن ينظر إلى حالنا ، وأن يراعي ظروف الفقراء ، وأن يبحث عن طريقة ترضي الجميع . فنحن نعتبره أبا وأخا وصديقا لنا " . ونسألك بدورنا أيها العامل ، هل أنت كذلك ، أم أعجبتك الجلسة الوثيرة ومكيف الهواء المبتاع بعرق الشعب ؟ . أهذه هي التعليمات التي أعطيت لك ؟ . أتق الله في عباده. فلو سمعت ما سمعنا ورأيت ما رأينا لراجعت تلك اللجنة وسألتها الرفق بالناس و بأمتعة الناس ، وأن يحفظ احد إفرادها لسانه إذ المقروض انه يمثل دولة الحق والقانون ، لا استفزاز ولا هم يحزنون .
تجدر الإشارة أن القوات المساعدة لم تكن موجودة . ونعم غيابها . ونشد بحرارة على يد من قرر ذلك .
مصطفى منيغ