2006/12/02

المستشار السيمو بين السياسة والتجارة / الجزء الثاني
للنجاح ثمن يؤدي ، أما الحفاظ عليه فاغلي . للأول حينما وضع له خطة كان الهدف بلوغ الدرج الأول من سلم الانطلاق دون تحديد الأبعاد الحقيقة، ما دامت السياسة ،عكس التجارة، لا يمكن قياس سقفها من طرف مبتدئ لم يجرب خطورة سوقها على المحيط العام حيث يقيم . وهنا كان" السيمو" ذكيا في اختياره زاوية أعدها ليتفرج ــ عن قرب أو بعد ــ على ما يسوقهم طموحهم غير المقيد بدراسة ولا معرفة أولية لأبسط الأمور ومنها مكانة الشخص المعني من الحدث في تحركه ميمنة أو ميسرة أو وسطا بحكم التصنيفات السطحية للموقف السياسي أيا كان فحواه. وبهذه التقنية تخطى العقبة الأولى المعدة أصلا من طرف هؤلاء الذين أرادوا مع كل المراحل الإنفراد بالزعامات المحلية مهما صرفوا من جهد أو أقاموا من أسلاك شائكة تحد من اندفاع المواهب الصاعدة نحو أي اتجاه لفك العزلة المضروبة عليهم بغير حق . تأكد لي ذلك من خلال متابعتي تلك النقاشات التي كان يشارك فيها السيد السيمو مع عناصر شكلت إلى حد بعيد الطليعة السياسية في مدينة القصر الكبير والجوار ، وكيف كان يسير تلك الجلسات المطولة بطريقة مبتكرة تجعل الآمر شبيها بقارب يدفعه مجموعة من الناس ليصلوا به إلى ضفة اليم في شاطئ عراه سوء التدبير من رمل المنطق .. فبينما الكل منهمك في الدفع السيمو يقف صائحا على ذاك ومشجعا آخر قائما بدور المرشد الذي لم يختاره أحد للقيام به .