2007/01/17

جمع الجميل بما هو جليل

أوراق غطاها حبر المطابع بغلالة من حرير نسج في بلاط " مهنة المتاعب « أشكال تتحرك في الاتجاهات الأربع، بل تدخل في السبل، ولا اختلاط في المسالك. شهب تتلألأ قبل اصطدامها بأرض الواقع ، كأحلام العذارى لا تنتهي عند مستحيل ، ولا تبقي مزلاج أي باب على حاله . أقمار لم تطأها قدمي إنسان ، ولم تحتضنها قصيدة شاعر. تخيلات لأفكار هيأتها الحرية لجدال مع الذات ومع الغير ، بقياس لا يزيح الوقار من مثواه ، ولا يعكر صفو الأدب في وقفته الشامخة غير الحافل بعاملي الزمان والمكان . رسوم تسارع التقاليع الزاحفة من عهد " غوتمبرغ " إلى " الغد " ، على شرفة الصحافة الهادفة ، تبسم لكل إبداع . عشرات الصفحات ، ومثلها عشرات الأسماء ، نتاج مبارك لمرحلة يطارد الركود فيها بسلاح الذكاء ، في وقت ارتفع ثمن الورق ، والحبر ، والآلة ، والطاقة
خواطر تشدو بالهمس أحلى النغمات، وسطور تقذف الفكر بأغلى العبارات، ويبقى الفراغ بينهما معلنا سلبيات ظرفية، حتى لا تفقد البداية جماليــــة المجهود.
شجرة تغدي ثمارها الإنسان والنمل ( والمقصود هنا الحجم و لا شيء آخر ) ما دمنا على استعداد لنقاش أطول، أما الباقي فنقش على الرمال، كلما هب الريح انمحى أثرها دون هوادة. إنما المهم خوض غمار التنفيذ. أمر متعب للغاية ، ميسور للصحفي المتمكن من صنعته ، من يتقبل صداع آلات الطباعة وكأنها إيقاعات " سيمفونية "لن يجود الفن بمثلها ، وضربات مطرقة المسؤولية على رأس مثقل بالتخطيطات والابتكارات ، كأقراص ضد " مرض " الراحة . كيلومترات من الأسطر توصلك لعوالم الكتب المتباينة الاختصاص في تحول هو الطعام الأقوم والغذاء المتكامل الحراريات لكل عقل منطلق نحو البحث ، والتمحيص ، والاستنباط ، والاستيعاب في دنيا العرفان الرحبة اللامتناهية
إنه العمل الصحفي ..إكليل من الزهور يفوح عطرا شجيا . لا زالت الأشواق عالقة بما يلفه من عترات تلزم سيلان المزيد من العرق
جمع الجميل بما هو جليل .. في نكهة ترضي المتتبع الساهر على التقاط الأنفاس الأدبية، يحتم حضور العديد من الخصوصيات، تدخل جلها في نسيج استمرارية العمل على نهج يوصل الفكر إلى مبتغاة بتوافق مع حركة التطور. ليس المهم الإتيان بحشد من صور جميلة القشور للانجراف مع انفعال خالي من التمازج بالإلهام لتنمية العطاء الجيد عن الوافدين على قرع الأبواب من براعم وناشئة. وليس ضروريا إبراز المتأجج، ففي ذلك مضيعة للوقت . المطلوب تحويل الرؤى إلى نبض يزرع الحياة في الوسط الإنساني العام وبصدق ، وهذا ما يجعلنا نمر من مرحلة إلى أخرى، مركزين اهتماماتنا للترحيب بكل تعاون صحفي يريح البصر والبصيرة ، ويشارك تاريخيا في إثراء الخطوات الثابتة والسائرة نحو غد ثقافي فكري له الشأن الأكبر في إظهار ما تحلت به ملكات جمهرة من الأدباء عندنا في هذا الوقت. فلست سوى صحفي محترف يهوى الجيد إذا طرح في السوق ، وهذه أحاسيس شخصية تلزمني " مهنة المتاعب " أن أترجمها كلمات صريحة دون التمعن في تضاريس وجوه حفرها الغضب ، أو شروق محيا في صباح من الأمل والتفاؤل . الميدان زاخر بالألوان، والأشكال، والأقلام ، والعملية في مجملها ..انتقاء ما يكفل تواجد الأبعاد الثلاث : التثقيف ، والحضور الطويل المدى ، والتأريخ للمرحلة الفكرية الحالية
مصطفى منيـــــــــــــغ